كما ذُكر هذه الاشعار منسوبة الى الإمام علي (ع) و ممكن بعض من هذه الاشعار لا تكون له.
١
يقول عليهالسلام في فضل العلم: [البحر البسيط]
الناس من جهة التمثال أكفاء | أبوهم آدم , والأم حوّاءُ(1) | |
وإنما أمهات الناس أوعية | ستودعات , وللأحساب آباءُ | |
فإن يكن لهم من أصلهم شرف | يفاخرون به , فالطين والماءُ | |
وإن أتيت بفخر من ذوي نسب | فإن نسبتنا جود وعلياءُ | |
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم | علي الهدى لمن استهدى أدلاءُ(٢) | |
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه | والجاهلون لأهل العلم أعداءُ | |
فقم بعلم , ولا تطلب به بدلاً | فالناس موتي , وأهل العلم أحياءُ |
يقول عليهالسلام في الأصدقاء والزمن: [البحر الوافر]
تغيرت المودة والإخاء | وقلّ الصدق , وانقطع الرجاءُ | |
وأسلمني الزمان إلى صديق | كثير الغدر , ليس له رعاءُ(٣) | |
ورُبّ أخ وفيت له بحق | ولكن لا يدوم له وفاء | |
أخلاء إذا استغنيت عنهم | وأعداءٌ إذا نزل البلاء(٤) |
__________________________________________
(١) التمثال: أي التشبيه. أكفاء: متساوون.
(٢) أدلاء: مرشدون.
(٣) رعاء: الإبقاء على أخيك.
(٤) أخلاء: مفردها خليل أي صديق.
٢
قافية الألف
وقال عليهالسلام يرثي النبي صلي الله عليه وآله وسلم: [البحر الطويل]
أمن بعد تكفين النبي ودفنه | نعيش بآلاء , ونجنح للسّلوي(1) | |
رُزئنا رسول الله حقا , فلن نري | بذاك عديلاً , ماحيينا من الردي(٢) | |
وكنت لنا كالحصن , من دون أهله | له معقل حرزٌ حريزٌ من العدي | |
وكنا بمرآه نري النور والهدي | صباح مساء , راح فينا أو اغتدي | |
لقد غشيتنا ظُلمة, بعد فقده | نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجي(٣) | |
فيا خير من ضمّ الجوانح والحشا | ويا خير ميت ضمه الترب والثري | |
كأن أمور الناس بعدك ضُمّنت | سفينة موج , حين في البحر قد سما | |
وضاق فضاء الأرض عنا برُحبه | لفقد رسول الله , إذ قيل قد قضي | |
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة | كصدع الصفا, لا شعب للصدع في الصفا(٤) | |
فلن يستقل الناس , ما حلّ فيهم | ولن يجبر العظم الذي منهم وهي(٥) | |
وفي كل وقتٍ للصلاة يهيجها | بلالٌ , ويدعو باسمه كلما دعا | |
ويطلب أقوام مواريث هالك | وفينا مواريث النبوة والهدي |
__________________________________________
(١) الآلاء: النعم. السلوي: العزاء ونسيان المصائب.
(٢) رزئنا: نزلت بنا مصيبة. الردي: الموت.
(٣) الشعب: الشرخ. الصفا: الصخرة.
(٤) وهي: انكسر , وضعف , وسقط.
٣
قافية الباء
قال عليهالسلام : [البحر الطويل]
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه | فلا تترك التقوي اتكالاً على النسبْ | |
فقد رفع الإسلام سلمان فارس | وقد وضع الشرك الشريف أبا لهبْ |
وقال عليهالسلام في فضل السكوت:
أدّبت نفسي , فما وجدت لها | بغير تقوي الإله , من أدبِِ | |
في كل حالاتها , وإن قصُرت | أفضل من صمتها , على الكذبِِ | |
وغيبة الناس , إن غيبتهم | حرّمها ذو الجلال , في الكتبِِ | |
إن كان من فضة , كلامك يا | نفس فإن السكوت , من ذهبِِ |
وقال عليهالسلام عن الفرج بعد الضيق: [البحر الوافر]
إذا اشتملت على اليأس القلوب | وضاق لما به الصدر الرحيبُ | |
وأوطنت المكاره واستقرت | وأرست في أماكنها الخطوبُ(1) | |
ولم تر لانكشاف الضر وجهاً | ولا أغني بحيلته الأريبُ( ٢) | |
أتاك على قنوط منك غوث | يمنّ به اللطيف المستجيبُ |
__________________________________________
(١) الخطوب: المصائب.
(٢) الضر: الضرر. الأريب: العاقل.
٤
قافية التاء
وقال عليهالسلام : [البحر الطويل]
الم تر أن الدهر يوم وليلة | يكُرّان من سبت جديد إلي سبتِ(1) | |
فقل لجديد الثوب: لا بد من بلًي | وقل لاجتماع الشمل: لا بد من شتِّ(٢) |
وقال عليهالسلام : [مجزوء الرمل]
إنما الدنيا فناء | ليس للدنيا ثُبوتُ | |
إنما الدنيا كبيت | نسجته العنكبوتُ | |
ولقد يكفيك منها | أيها الطالب قوتُ | |
ولعمري عن قليل | كل من فيها يموتُ |
وقال عليهالسلام :
قد رأيت القرون كيف تفانت | درست ثم قيل: كان وكنتْ | |
هي دنيا كحية تنفث السم | وإن كانت المَجسّة لانتْ(٣) | |
كم أمور وقد تشددت فيها | ثم هوّنتها عليّ فهانتْ |
__________________________________________
(١) يكران: يتكرران.
(٢) بلي الثوب بلًي وبلاء: رث. والشت: التفرق.
(٣) الجس: اللمس باليد والمجسة: الموضع الذي تقع عليه يده إذا جسه. >
٥
قافية الجيم
وقال عليهالسلام في الحِلم والجهل: [البحر الطويل]
لئن كنت مُحتاجاً إلي الحِلم إنني | إلي الجهل في بعض الأحايين أحوجُ | |
ولي فرس للحلم بالحلم مُلجم | ولي فرس للجهل بالجهل مُسرجُ | |
فمن شاء تقويمي فإني مُقوّم | ومن شاء تعويجي فإني مُعوّجُ | |
وبالجهل لا أرضي ولا هو شيمتي | ولكنني أرضي به حين أُحوجُ | |
فإن الناس بعض الناس فيه سَماجة | فقد صدقوا والذل بالحُر أسمجُ(1) | |
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله | وأمكن ما بين الأسنّة مَخرجُ |
وقال عليهالسلام : [ البحر المتقارب]
إذا النائبات بلغن المدي | وكادت تذوب لهن المُهجْ | |
وحلّ البلاء وبان العزاء | فعند التناهي يكون الفرجْ |
خطابة للصديقة فاطمة عليها السلام:
قرّبي ذا الفقار فاطم مني | فأخي السيف كل يوم هياجِ(٢) | |
قرّبي الصارم الحُسام فإني | راكب في الرجال نحو الهياجِ | |
ورد اليوم ناصح يُنذر النا | س جيوشاً كالبحر ذي الأمواجِ | |
وردوا مُسرعين يبغون قتلي | وأبيك المُحب بالمعراجِ | |
سوف أُرضي المليك بالضرب ما | عشت إلي أن أنال ما أنا راجِ(٣) | |
من ظهور الإسلام أو يأتي المو | ت , شهيداً من شاخب الأوداجِ(٤) |
__________________________________________
(١) السماجة: القباحة والخباثة.
(٢) ذا الفقار: سيف الإمام علي عليهالسلام .
(٣) المليك: الإله والرب.
(٤) شاخب الأوداج: متدفق عروق الرقبة أي شرايينها. >
٦
قافية الحاء
قال أبو جرول وهو رجل من هوازن كان من المشركين يوم حنين:
أنا أبو جرْول لا بَراح | حتي نُبيح القوم أو نُباحْ |
فقتله أمير المؤمنينعليهالسلام وقال:
قد علم القوم لدي الصياح | أني في الهيجاء ذو نِطاح |
قال عليهالسلام في التأني [البحر الكامل]
الرفق يُمن والأناة سعادة | فتأن في أمر تُلاق نجاحا(1) |
يقول عليهالسلام في كتمان السر وعدم إفشائه: [البحر المتقارب]
فلا تُفش سرك إلا إليك | فإن لكل نصيح نصيحا | |
فإني رأيت غُواة الرجال | لا يتركون أديماً صحيحا(٢) |
وقال في أدب المُصاحبة: [البحر الطويل]
وصاحب خيار الناس تنج مُسلّماً | ومن صحب الأشرار يوماً سيُجرحُ | |
وإياك يوماً أن تُمازح جاهلاً | فتلقي الذي لا تشتهي حين يمزحُ |
__________________________________________
(١) اليُمن: البركة.
(٢) الغواة: المضلون المنقادون لأهوائهم. الأديم: الجلد المدبوغ.
٧
قافية الدال
ولما هاجرعليهالسلام من مكة إلي المدينة ومعه الفواطم وأدركه الطلب وهم ثمانية فوارس فشد عليهم بسيفه شدة ضيغم وقال:
خلّوا سبيل المؤمن المجاهد | في الله لا يعبد غير الواحدِ |
ويوقظ الناس إلي المساجدِ
قال عليهالسلام يوم أحد:
أنا عليّ وابن عم المُهتدي | أصول بالله العزيز الأمجدِ |
وفالق الإصباح رب المسجدِ
و له عليهالسلام في البِطنة: [البحر الطويل]
وحسبك داء أن تبيت بِبطنة | وحولك أكباد تحن إلي القِدِّ(1) |
و له عليهالسلام في قريش: [البحر الطويل]
قريش بدتنا بالعداوة أولاً | وجاءت لتُطفي نور رب محمدِ | |
بأفواهم والبيض بالبيض تلتقي | بأيديهم من كل عضب مُهندِ( ٢) |
__________________________________________
(١) البطنة: الامتلاء الكثير من الطعام.
(٢) العضب: السيف القاطع. المهند: السيف. >
٨
قافية الراء
قال مرحب اليهودي يوم خيبر: [الرجز]
قد علمت خيبر أني مرحب | شاكي السلاح بطل مجرّبُ | |
أطعن أحياناً وحيناً أضرب | إذا الليوث أقبلت تلتهبُ |
فأجابه عليعليهالسلام :
أنا الذي سمّتني أمي حيدره | ضرغام آجام وليث قسورهْ(1) | |
عبل الذراعين شديد القصره | كليث غابات كريه المنظرهْ( ٢) | |
أكيلكم بالسيف كيل السندره | أضربكم ضرباً يُبين الفِقرهْ( ٣) | |
وأترك القرن بقاع جزره | أضرب بالسيف رقاب الكفرهْ( ٤) | |
ضرب غلام ماجد حزوّره | من يترك الحق يُقوّم صعرهْ( ٥) | |
أقتل منكم سبعة أو عشره | فكلكم أهل فسوق فجرهْ |
__________________________________________
(١) آجام: جمع أجمة , وهي مأوي الأسد. قسورة: أسد.
(٢) قصرة: أصل العنق.
(٣) أكيلكم: أقتلكم قتلاً سريعاً. السندرة: مكيال ضخم. الفقرة: أي يزيل فقرة الظهر.
(٤) الجزرة: ما أبيح ذبحه.
(٥) الجزورة: الغلام إذا اشتد وقوي. الصعر: ميل في العنق. >
٩
قافية الزاي
روي أن عمرو بن عبد ود نادي يوم الخندق من يبارز فقام عليعليهالسلام وقال له يا نبي الله أنا , فقال اجلس إنه عمرو ثم كرر عمرو بن عبد ود النداء وجعل يوبّخ المسلمين ويقول أين جنتكم التي تزعمون من قُتل منكم دخلها أفلا يبرز إليّ رجل وقال: [مجزوء الكامل]
ولقد بُحت من الندا | ء بجمعكم هل من مُبارزْ | |
ووقفت إذ جبن الشجا | ع بموقف القرن المُناجزْ(1) | |
إني كذلك لم أزل | مُتسرّعاً نحو الهزاهزْ( ٢) | |
إن الشجاعة والسما | حة في الفتي خير الغرائزْ |
فبرز إليه عليعليهالسلام وهو يقول: [مجزوء الكامل]
يا عمرو ويحك قد أتا | ك مُجيب صوتك غير عاجزْ | |
ذو نيّة وبصيرة | والصدق مُنجي كل فائزْ | |
ولقد دعوت إلي البرا | ز فتي يُجيب إلي المبارزْ | |
يُعليك أبيض صارماً | كالملح حتفاً للمُناجزْ | |
إني لأرجو أن أُقي | م عليك نائحة الجنائزْ | |
من ضربة نجلاء يب | قي صيتها عند الهزاهزْ( ٣) |
__________________________________________
(١) القرن المناجز: الخصم المحارب.
(٢) الهزاهز: الحروب والبلايا.
(٣) نجلاء: واسعة. >
١٠
قافية السين
و له عليهالسلام في السيف والخنجر:
السيف والخنجر ريحاننا | أفّ على النرجس والآسِ | |
شرابنا من دم أعدائنا | وكأسنا جمجمة الراسِ |
وقال عليهالسلام :
لا تتهم ربك فيما قضي | وهوّن الأمر على النفسِ | |
لكل هم فرج عاجل | يأتي على المُصبح والمُمسي |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر البسيط]
العلم زين فكن للعلم مكتسبا | وكن له طالباً ما عشت مقتبسا | |
واركن إليه وثق بالله واغن به | وكن حليماً رزين العقل محترساً | |
لا تسأمن فإما كنت منهمكاً | في العلم يوماً وإما كنت منغمسا | |
وكن فتي ناسكاً محض التقي ورعاً | للدين مغتنما للعلم مفترسا | |
فمن تخلّق بالآداب ظل بها | رئيس قوم إذا ما فارق الرُؤسا | |
واعلم هُديت بأن العلم خير صفا | أضحي لطالبه من فضله سلسا |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الطويل]
أيحسب أولاد الجهالة أننا | علي الخيل لسنا مثلهم في الفوارسِ |
١١
قافية الصاد
وقال عليهالسلام :
أتمّ الناس أعرفهم بنقصه | وأقمعهم لشهوته وحرصهْ | |
فدان على السلامة من يُداني | ومن لم ترض صحبته فأقصهْ(1) | |
ولا تستغل عافية بشيء | ولا تسترخصن أذي لرخصهْ | |
وخلّ الفحص ما استغنيت عنه | فكم مُستجلب عيباً بفحصهْ( ٢) |
لما بلغ عمرو بن العاص مسير عليعليهالسلام إلي صفين قال:
لا تحسبني يا عليّ غافلا | لأوردنّ الكوفة القنابلا |
بجمعي العام وجمعي قابلا فبلغ ذلك علياًعليهالسلام فقال:
لأوردنّ العاصي ابن العاصي | سبعين ألفاً عاقدي النواصي | |
مُستحلقين حلق الدلاص | قد جنّبوا الخيل مع القلاصِ( ٣) |
آساد غيل حين لا مناصِ
__________________________________________
(١) أقصه: أبعده.
(٢) الفحص: الاختبار.
(٣) الدلاص: حليقي الشعر. القلاص: جمع قلوص وهي الناقة. >
١٢
قافية الضاد
وقال عليهالسلام : [البحر الطويل]
سأمنح مالي كل من جاء طالباً | وأجعله وقفاً على القرض والفرضِ | |
فإما كريم صُنت بالمال عرضه | وإما لئيم صُنت من لؤمه عِرضي(1) |
وقال عليهالسلام :
إذا أذن الله فـي حـاجـة | أتاك النجاح بها يركضُ | |
وإن أذن الله فـي غـيـرهـا | أتي دونها عارض يعرضُ |
وقال عليهالسلام : [البحر الوافر]
لنا ما تدّعون بغير حق | إذا ميز الصحاح من المراضِ | |
عرفتم حقنا فجحدتموه | ما عُرف السواد من البياضِ | |
كتاب الله شاهدنا عليكم | وقاضينا الإله فنعم قاضِ |
وينسب إليهعليهالسلام :أنه قال في جواب معاوية:
إن كنت ذا علم بما الله قضي | فاثبت أُصادقك وسيفي مُنتضي |
__________________________________________
(١) صنت: حفظت.
١٣
قافية الطاء
وقال عليهالسلام :
نحن نؤمّ النمط الأوسطا | لسنا كمن قصّر أو أفرطا |
وقال عليهالسلام : [البحر البسيط]
اصبر على الدهر لا تغضب على أحد | فلا تري غير ما في اللوح مخطوطُ | |
ولا تُقيمن بدار لا انتفاع بها | فالأرض واسعة والرزق مبسوطُ |
قافية الظاء
وقال عليهالسلام :
نوم امريء خير له من يقظه | لم يُرض فيها الكاتبين الحفظه |
وفي صروف الدهر للمرء عِظهْ
قافية العين
قال عليهالسلام :
لا تصنع المعروف في ساقط | فذاك صُنع ساقط ضائعُ | |
وضعه في حرّ كريم , يكن | عُرفك مِسكاً عَرفه ضائعُ(1) |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الطويل]
ذنوبي إن فكرت فيها كثيرة | ورحمة ربي من ذنوبي أوسعُ | |
فما طمعي في صالح قد عملته | ولكنني في رحمة الله أطمعُ | |
فإن يك غفران فذاك برحمة | وإن لم يكن أُجزي بما كنت أصنعُ | |
مليكي ومولائي وربي وحافظي | وإني له عبد أُقرّ وأخضعُ |
ينسب إليهعليهالسلام : [البحر الطويل]
تجوّع فإن الجوع من عمل التقي | وإن طويل الجوع يوماً سيشبعُ | |
وجانب صغار الذنب لا تركبنّها | فإن صغار الذنب يوماً ستُجمعُ |
وقال عليهالسلام : [البحر الطويل]
وكن معدناً للحلم واصفح عن الأذي | فإنك لاق ما عملت وسامعُ |
__________________________________________
(١) عرفه ضائع: عبيره فائح منتشر. >
١٤
قافية الغين
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الطويل]
أري المرء والدنيا كماء وحاسب | يضمّ عليه الكفّ , والكفّ فارغهْ |
قافية الفاء
و له عليهالسلام في الصفات الإلهية:
قد كنت يا سيدي بالقلب معروفا | ولم تزل سيدي بالحق موصوفا | |
وكنت إذ ليس نور يستضاء به | ولا ظلام على الآفاق معكوفا | |
فربتنا بخلاف الخلق كلهم | وكل ما كان في الأوهام معروفا | |
ومن يُرده على التشبيه مُمتثلاً | يرجع أخا حصر بالعجز مكنوفا(1) | |
وفي المعارج تلقي موج قدرته | موجاً يعارض صرف الريح مكفوفا( ٢) | |
فاترك أخا جدل بالدين مُشتبهاً | قد باشر الشك منه الرأي مؤوفا | |
واصحب أخا مِقة حباً لسيده | وبالكرامات من مولاه محفوفا( ٣) | |
أمسي دليل الهدي في الأرض منتشراً | وفي السماء جميل الحال معروفا |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر المتقارب]
أيا صاحب الذنب لا تقنطنّ | فإن الإله رؤوف رؤوفْ( ٤) | |
ولا ترحلنّ بلا عُدّة | فإن الطريق مَخوف مَخوفْ |
__________________________________________
(١) حصر: عجز في الكلام. مكنوفاً: محاطاً.
(٢) المعارج: المصاعد أو السلالم.
(٣) مقة: حب وغرام.
(٤) لا تقنطن: لا تيأسن. >
١٥
قافية القاف
وقال عليهالسلام : [البحر المتقارب]
رضيت بما قسم الله لي | وفوّضت أمري إلي خالقي(1) | |
كما أحسن الله فيما مضي | كذلك يُحسن فيما بقي |
وينسب إليهعليهالسلام :
ما تركت بدر لنا صديقا | ولا لنا من خلفنا طريقا |
وينسب إليهعليهالسلام :
أري حرباً مُغيّبة وسِلماً | وعهداً ليس بالعهد الوثيقِ |
أتاه رجل فقال أريد أن أبني مسجداً فقال: من حلالك؟ فسكت , ثم إنه مضي فبني مسجداً فقال عليهالسلام : [البحر الطويل]
سمعتك تبني مسجداً من خيانة | وأنت بحمد الله غير موفقِ | |
كمُطعمة الزهاد من كدّ فرجها | لها الويل لا تزن ولا تتصدقِ |
١٦
قافية الكاف
روي أن علياًعليهالسلام لما هاجر المدينة ومعه الفواطم جعل أبو واقد الليثيّ يسوق بالرواحل سوقاً عنيفاً فقال له عليهالسلام : ارفق بالنسوة فإنهن من الضعايف، قال أخاف أن يدركنا الطلب فقال أرجع عليك وجعل عليهالسلام يسوق بهن سوقاً رفيقاً وهو يقول:
لا شيء إلا الله فارفع ظنّكا | يكفيك رب الناس ما أهمّكا |
وحمل يوم بدر وزعزع الكتيبة وهو يقول:
لن آكل التمر بظهر مكة | من بعدها حتى تكون البِركهْ(1) |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر البسيط]
العجز عن درك الإدراك إدراك | والبحث عن سرّ ذات السرّ إشراكُ | |
وفي سرائر همّات الوري همم | عن دركها عجزت جنّ وأملاكُ( ٢) |
وينسب إليهعليهالسلام : [مجزوء الكامل]
قومي إذا اشتبك القنا | جعلوا الصدور لها مسالكْ | |
اللاّبسون دروعهم | فوق الصدور لأجل ذلكْ |
__________________________________________
(١) البركة: حوض الكوثر.
(٢) أملاك: الملائكة. >
١٧
قافية اللام
وقال عليهالسلام : [البحر الكامل]
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله | إن الكريم إذا حباك بموعد | |
وإذا السؤال مع النوال وزنته | رجح السؤال وخفّ كل نوالِ | |
واذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً | فابذله للمتكرم المفضالِ | |
إن الكريم إذا حباك بموعد | أعطاكه سلساً بغير مِطالِ(1) |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الطويل]
فإن تكن الدنيا تُعدّ نفيسة | فإن ثواب الله أعلي وأنبلُ( ٢) | |
وإن تكن الأرزاق حظاً وقسمة | فقلّة حرص المرء في الكسب أجملُ | |
وإن تكن الأموال للترك جمعها | فما بال متروك به المرء يبخلُ | |
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت | فقتل امريء بالسيف في الله أفضلُ |
وقال عليهالسلام : [بحر الرجز]
خوّفني مُنجّم أخو خَبَل | تراجع المرّيخ في بيت الحَملْ( ٣) |
__________________________________________
(١) مطال: تأجيل وتسويف.
(٢) نفيسة: ثمينة.
(٣) الخبل: الجنون. >
١٨
قافية الميم
و له عليهالسلام في الإحسان:
أري الإحسان عند الحُرّ ديناً | وعند القِنّ منقصة وذمّاً(1) | |
كقطر صار في الأصداف درّاً | وفي شدق الأفاعي صار سُمّاً |
وقال عليهالسلام :
ليبك على الإسلام من كان باكياً | فقد تُركت أركانه ومعالمهْ | |
لقد ذهب الإسلام إلا بقيّة | قليل من الناس الذي هو لازمهْ |
وينسب إليهعليهالسلام :
كيفيّة المرء ليس المرء يُدركها | فكيف كيفيّة الجبار في القدمِ( ٢) | |
هو الذي أنشأ الأشياء مُبتدعاً | فكيف يُدركه مُستحدث النسمِ( ٣) |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الكامل]
وإذا طلبت إلي كريم حاجة | فلقاؤك يكفيك والتسليمُ | |
وإذا رآك مُسلّماً ذكر الذي | حمّلته فكأنه ملزومُ |
__________________________________________
(١) القن: العبد هو وأبواه.
(٢) كيفية المرء: حقيقته وأسرار وجوده.
(٣) مستحدث النسم: المخلوق حديثاً.
١٩
قافية النون
قال عليهالسلام يوم بدر: [البحر الرجز]
قد عرف الحرب العوان أني | بازل عامين حديث سنِّ | |
سنحنح الليل كأني جنّي | أستقبل الحرب بكل فنِّ(1) | |
معي سلاحي ومعي مِجنّي | وصارم يُذهب كل ضِغنِ( ٢) | |
أقصي به كل عدو عني | لمثل هذا ولدتني أمي( ٣) |
وقال عليهالسلام :
سيف رسول الله في يميني | وفي يساري قاطع الوتينِ( ٤) | |
فكل من بارزني يجيني | أضربه بالسيف عن قريني( ٥) | |
محمد وعن سبيل الدين | هذا قليل من طِلاب العينِ | |
اليوم أبلو حسبي وديني | بصارم تحمله يميني |
__________________________________________
(١) سنحنح: أي لا ينام الليل.
(٢) مجني: ترسي.
(٣) أقصي به: أبعد به.
(٤) الوتين: الشريان الأبهر في القلب.
(٥) يجيني: يأتيني.
٢٠
قافية الهاء
و له عليهالسلام في الكرم:
ليس الكريم الذي إن نال منزلة | أو نال مالاً على إخوانه باهي | |
الحرّ يزداد للإخوان تكرمة | إن نال فضلاً من السلطان أو جاها |
مناجاة قاضي الحاجات:
لبيك لبيك أنت مولاه | فارحم عبداً إليك ملجاهُ | |
يا ذا المعالي عليك مُعتمدي | طوبي لمن كنت أنت مولاهُ(1) | |
طوبي لمن كان نادماً أرقاً | يشكو إلي ذي الجلال بلواهُ | |
ما به علة ولا سقم | أكثر من حبه لمولاهُ( ٢) | |
إذا خلا في الظلام مُبتهلاً | أجابه , الله ثم لبّاهُ | |
سألت عبدي وأنت في كنفي | وكل ما قلت قد سمعناهُ | |
صوتك تشتاقه ملائكتي | فذنبك الآن قد غفرناهُ | |
في جنة الخلد ما تمنّاه | طوباه طوباه ثم طوباهُ | |
سلني بلا حِشمة ولا رهب | ولا تخف إنني أنا اللهُ( ٣) |
__________________________________________
(١) طوبي: السعادة والتوفيق.
(٢) السقم: المرض.
(٣) حشمة: حياء.
٢١
قافية الياء
و له عليهالسلام في طيب العنصر:
من لم يكن عنصره طيّباً | لم يخرج الطيّب من فيهِ | |
أصل الفتي يخفي ولكنه | من فعله يُعرف ما فيهِ |
وينسب إليه عليهالسلام :
إذا ما شئت أن تحيا | حياة حلوة المحيا | |
فلا تحسد ولا تبخل | ولا تحرص على الدنيا |
وينسب إليهعليهالسلام : [البحر الكامل]
لا تعتبنّ على العباد فإنما | يأتيك رزقك حين يُؤذن فيهِ | |
سبق القضاء لوقته فكأنه | يأتيك حين الوقت أو تأتيهِ | |
فثقن بمولاك الكريم فإنه | بالعبد أرأف من أب ببنيهِ(1) | |
وأشع غناك وكن لفقرك صائناً | يُضني حشاك وأنت لا تُبديهِ | |
فالحرّ يُنحل جسمه إعدامه | وكأنه من جسمه يُخفيهِ |
وقال عليهالسلام : [البحر الخفيف]
عجباً للزمان في حالتيه | وبلاء ذهبت منه إليهِ |
__________________________________________
(١) أرأف: أكثر رافة ورحمة.